روائع مختارة | روضة الدعاة | السيرة النبوية | مشهدان.. في ظلال الهجرة (قصيدة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > السيرة النبوية > مشهدان.. في ظلال الهجرة (قصيدة)


  مشهدان.. في ظلال الهجرة (قصيدة)
     عدد مرات المشاهدة: 2946        عدد مرات الإرسال: 0

للهِ فِي أَيَّامِنَا نَفَحَاتُ *** عِبَرٌ تُنِيرُ دُرُوبَنَا وَعِظَاتُ

هِيَ فِي كِتَابِ الكَوْنِ بِضْعَةُ أَسْطُرٍ *** ضَاقَتْ بِفَيْضِ عَطَائِهَا الصَّفَحَاتُ

دُرَّاتُ عِقْدٍ لا يَزُولُ بَرِيقُهَا *** فَلِكُلِّ مَنْ يَرْنُو لَهَا وَمَضَاتُ

مِنْ نُورِهَا كُلُّ العُصُورِ تَزَوَّدَتْ *** وَاخْضَوْضَرَتْ بِنَمِيرِهَا الفَلَوَاتُ

وَمَعِينُهَا لا لَيْسَ يَنْضُبُ مَاؤُهُ *** سَلْسَالُهُ لِلظَّامِئِينَ فُرَاتُ

لِلوَارِدِينَ بَشَاشَةٌ وَحَفَاوَةٌ *** وَلَهُمْ مِنَ الفَضْلِ العَظِيمِ هِبَاتُ

شَهْرُ المُحَرَّمِ حِينَ يُقْبِلُ نَحْوَنَا *** تَنْسَابُ مِنْ أَعْمَاقِنَا الزَّفَرَاتُ

ذِكْرَاهُ تَرْسُمُ لِلتَّجَرُّدِ مَشْهَدًا *** فِيهِ لِمَنْ يَرْجُو الهُدَى المَثُلاتُ

وَالأُفْقُ مَسْدُودٌ بِصُورَةِ حَاضِرٍ *** غَلَبَتْ عَلَى قَسَمَاتِهِ الظُّلُمَاتُ

شَتَّانَ بَيْنَ المَشْهَدَيْنِ فَهَا هُنَا *** سَمْتٌ تُغَايِرُهُ هُنَاكَ سِمَاتُ

لَوْ قُلِّبَتْ عَيْنُ البَصِيرَةِ فِيهِمَا *** لَتَعَجَّبَتْ مِمَّا تَرَى النَّظَرَاتُ

فَهُنَاكَ إِيمَانٌ يُوَحِّدُ أُمَّةً *** فِي عِزَّةٍ.. وَعَقِيدَةٌ وَثَبَاتُ

وَهُنَا شُكُوكٌ أَوْرَثَتْنَا ذِلَّةً *** بَيْنَ الأَنَامِ وَخَارَتِ العَزَمَاتُ

وَهُنَاكَ أَحْيَاءٌ بِرَغْمِ رَحِيلِهِمْ *** وَهُنَا حَيَاةُ الخَانِعِينَ مَوَاتُ

وَهُنَاكَ مَنْ هَجَرُوا الضَّلالَةَ وَالهَوَى *** وَهُنَا أُنَاسٌ فِي الضَّلالِ عُتَاةُ

وَهُنَاكَ شُورَى فِي الأُمُورِ وَحِكْمَةٌ *** وَهُنَا غُرُورُ جَهَالَةٍ وَطُغَاةُ

وَهُنَاكَ تَضْحِيَةٌ وَحُبُّ شَهَادَةٍ *** وَهُنَا قُلُوبٌ نَبْضُهَا الشَّهَوَاتُ

وَهُنَاكَ فِي عُمْرِ الزُّهُورِ فَوَارِسٌ *** وَهُنَا شَبَابٌ قُلْ هُمُ فَتَيَاتُ

وَهُنَاكَ مَنْ كَانَ الحَرِيرُ لِبَاسَهُمْ *** فَإِذَا هُمُ بَيْنَ الأَنْاَمِ هُدَاةُ

يَرْضَوْنَ مِنْ مُتَعِ الحَيَاةِ لُقَيْمَةً *** وَعَلَى أَهَازِيجِ التَّضَرُّعِ بَاتُوا

وَهُنَا يَبِيعُ المَرْءُ طَوْعًا دِينَهُ *** إِنْ لاحَ مِنْ مُتَعِ الحَيَاةِ فُتَاتُ

وَهُنَاكَ مَنْ لِلَّهِ يَشْرِي نَفْسَهُ *** وَهُنَا ضَمِيرٌ يَشْتَرِيهِ عُدَاةُ

وَهُنَاكَ إِيثَارٌ وَصَفٌّ وَاحِدٌ *** وَهُنَا أَسًى وَتَمَزُّقٌ وَشَتَاتُ

أَوْزَارُهُمْ خَفَّتْ هُنَاكَ فَأَصْبَحُوا *** وَلَهُمْ بِأَقْطَارِ الدُّنَا وَثَبَاتُ

وَهُنَا ظُهُورٌ بِالمَآثِمِ أَثْقَلَتْ *** فَتَعَثَّرَتْ يَا أُمَّتِي الخُطُوَاتُ

دَرْبُ الجِهَادِ هُنَاكَ طَهَّرَ صَفَّهُمْ *** وَهُنَا صَنَادِيدُ النِّفَاقِ ثِقَاةُ

يَا مَنْ هُنَا..... أُنْظُرْ هُنَاكَ فَرُبَّمَا *** فُتِحَتْ عَلَيْكَ بِنَظْرَةٍ بَرَكَاتُ

يَا أُمَّتِي هَذِي المَوَاسِمُ مِنْحَةٌ *** وَلِكُلِّ ذِي لُبٍّ بِهَا لَمَحَاتُ

يَا أُمَّتِي هَذَا طَرِيقُ المُصْطَفَى *** هُوَ عِزَّةٌ وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةُ

يَا أُمَّتِي مَكْرُ الثَّعَالِبِ حَوْلَنَا *** وَعَلَى حُدُودِكِ قَدْ أَقَامَ غُزَاةُ

جُودِي إِبَاءً بِالدِّمَاءِ فَإِنَّهُ *** مَا مَاتَ فِي سَفَرِ الحَيَاةِ أُبَاةُ.

الكاتب: وحيد حامد الدهشان.

المصدر: موقع الألوكة.